13 - 11 - 2025

عجاجيات | مواطن آثم شرعا

عجاجيات | مواطن آثم شرعا

مضت إنتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) فى محافظة الجيزة دون أن أشعر بها ودون أن أعرف أو أتعرف على أحد من المرشحين لها، ولم يدعٌنى أي من المرشحين لحضور مؤتمر انتخابى ويقدم لى ولغيري برنامجه الانتخابى، ولم يطرق بابى ويحاول استمالتى إلى جانبه أحد من المرشحين، وللأمانة فقد وصلتنى عدة رسائل نصية من حزب (حماة وطن) تدعونى إلى انتخاب مرشحى الحزب دون أى تفاصيل عن أسماء مرشحى الحزب ودون أى تفاصيل عن برنامج الحزب عامة، وبرنامجه على وجه الخصوص لمحافظة الجيزة وبالذات لمنطقة حدائق الاهرام التى تعيش منذ سنوات حالة يُتم، فحى الهرم يقول حدائق الأهرام لا تتبعني، والمحافظة تقول بالعامية كفانى يا قلب ولدى من المشاكل ما يكفينى ومش ناقصة حدائق الأهرام.

سبق إجراء انتخابات مجلس النواب ما يمكن وصفه فى عصرنا الحاضر بـ (تسريبات) عن أسعار الدخول فى القائمة الموحدة التى تضمن لمن ينضم إليها النجاح، والجلوس على مقعد فى مجلس النواب وهو يضع رجلا على رجل، البعض قال إن ثمن المقعد وصل إلى ٥٠ مليون جنيه والبعض أوصل الرقم إلى ٧٠ مليون جنيه.

ورأينا فى الدعاية الإنتخابية من يعتبر كرسى البرلمان حقا مكتسبا وميراثا حلالا لا ينكره إلا جاهل بأحكام السياسة، وسمعنا من يقول كرسى أبى وأجدادي، ومن يقول كرسي أبوها.

وجاءت الإنتخابات لنري نفس المشاهد، عريسا وعروسة يتركان الزفة للمشاركة في العرس الانتخابى، مريض قلب يرفض الدخول الى غرفة العمليات قبل أن يرضى ضميره ويؤدى واجبه تجاه الوطن ويدلى بصوته فى انتخابات لا يعرف الكثير عن ماهيتها، ورأيت فيديو ـ لا أعلم مدى صحته خاصة ونحن نعيش عصر الذكاء الاصطناعي ـ لطابور من الناخبات ومن يوزع على كل واحدة منهن ورقة مالية أعتقد أنها من فئة الـ ٢٠٠ جنيه، ورأينا فيديو لأهالى شطورة الذين رفضوا معادلة صوتك مقابلة كرتونة، وألقوا بالكراتين التى يوزعها أحد الأحزاب (المعرفة بكلمة وطن) فى عرض الطريق.

لذلك كله اعترف بأننى مواطن آثم شرعا طبقا لما أفتت به دار الإفتاء المصرية، لاننى لم أشارك لا فى انتخابات مجلس الشيوخ ولا انتخابات مجلس النواب، لأن أيا من المرشحين لم يكلف نفسه زيارة حدائق الاهرام وتفقد شوارعها التى تحتاج وبشدة إلى رصف حفاظا على سيارات قاطنيها، وأدعو الله ان يكون ما قرأته منسوبا إلى وزارة الأوقاف غير صحيح وهو: من لا يشارك فى الانتخابات لا تدخل بيته الملائكة.

بمشيئة الله ستدخل الملائكة بيتى لأننى ببساطة لم أرتد عن قناعاتى الديمقراطية، وبكل تأكيد سأسعى للمشاركة فى انتخابات حقيقية تحترم المواطنين ولا تتعامل معهم كعبيد إحسان، وسأشارك فى الانتخابات عندما أجد حياة حزبية حقيقية قادرة على إنتاج برلمان يعى دوره التشريعى والرقابى، وسأشارك فى الانتخابات التى لا أعرف نتيجتها مسبقا.
---------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج


مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | مواطن آثم شرعا